الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

نزهة فى بساتين القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم القلب وما أدراك ما القلب .. محمل بأتعاب الحياة وهمومها ..
شغلته الملذات .. وأهلكته الشهوات والشبهات ..
فتراه دائماً مشغول في حب هذه الدنيا الفانية فكان نتيجة هذا الحب أن قسى القلب وتجمد فصار
{ كالحجارة أو أشد قسوة }
فضاق هذا القلب من حاله .. ومل من عيشته ..
فبحث عن منتزه يتنزه فيه ...
لعله يرتاح .. لعله يلين .. لعله يجد مطلبه من السعادة وطعمها...
بحث في كل واد ... وتردد على كل مكان ...

لعله يجد بستانا له .. لكن هذا القلب لم يبحث جيدا ..
أو ربما بحث وعرف مكان البستان المطلوب
ولكنه .. دخل كل البساتين الدنيئة ..

ولم يحاول أن يدخل البستان الحقيقي
أو أنه حاول ولكنه كان في شك ولم يتيقن ولم يحسن الظن ..
فنحن هنا مع هذا القلب في نزهة وأي نزهة ..
إنها نزهة في بساتين وليست بستان واحد إنها نزهة ترويحية للقلب في
( بساتين القرآن )
نزهة بساتين القرآن
الذي هو كلام الرب جل في علاه
كلام الله الذي { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد }
هذا الكلام الذي أنزله الله على القلب ليتدبره و يتفكره
{ نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين }
إنه كلام الله المنزل غير مخلوق تكلم به ربنا حقيقة كلاماً يليق بعظمته وجلاله
{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }
أنزله على قلب أمين أهل الأرض محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل أمين أهل السماء. كلام الله ..
هو بستان القلوب ومرتعها ..

فيه وعد ووعيد وترغيب وتهديد
وهو شفاء لما في الصدور

هو النور
هو الروح للبدن يرفع الله به أقواما
ويذل أخرين
هو للمؤمنين شفاء ..
ولغيرهم شقاء ..
آياته تحمل المعاني العظام لمن تدبره وتمعنه وتفكر فيه
و تأمله كل كتاب تقرؤه لا ترغب أن تعيد ما فيه بلهفة المشتاق
إلا كتاب الله جل في علاه
نقرؤه ونكرره

بل كتاب الله يُقرأ منذ 1400 سنة يكرره الأئمة والخطاب والوعاظ والدارسين والمتعبدين
ومازال يتلى إلى يوم الدين ولذته باقية
إنه كلام اللهلو أنزله على جبل لتصدع الجبل من خشية الله أيها الأحبة هذه نزهة من نوع آخر .. لا أريد أبصاركم .. وإنما المستهدف هو
قلبي وقلبك ..
ضعه يرتع في هذه السلسة
بل في هذه النزهة التي هي ليست كنزهاتنا المعهودة
إنها نزهة في بساتين الذكر ليطمئن بذلك القلب
{ ألا بذكر الله تطمئن القلوب }

وأعظم ذكر هو القرآن

{من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا }
ومن أعرض عنه

{ فإن له معيشة ضنكا} في هذه الدنيا
{ ونحشره يوم القيامة أعمى }

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق