الأربعاء، 13 مارس 2013

اكتشاف ساعة بيولوجيه في راس الذبابة

 


ظلت الساعة البيولوجية في الكائنات الحية لوقت طويل لغزا محيرا للعلماء
الا ان التطور السريع الذي شهده علم الهندسة الوراثية اسهم في ايجاد التفسير لهذه المعجزة الالهية التي وضعها في مخلوقاته.


فقد تمكن العلماء في الاونة الاخيرة من رصد موقع الساعة البيولوجية في جسم الانسان بعد اكتشاف مجموعة من الخلايا العصبية في الجزء السفلي
وسط المخ تعرف بالنواة والتي يعتقد أنها مركز التحكم في الايقاع اليومي.

وقالت دراسة اعدتها جمعية بريطانية تعنى بعلم الهندسة الوراثية ان هذه النواة تتكون جزأين

احدهما في النصف الأيمن من المخ
والثاني في النصف الأيسر

وكل جزء يتكون من 10 الاف خلية عصبية ملتصقة بعضها ببعض تقوم على تنظيم الجداول الزمنية
والتنسيق مع بقية الخلايا للوصول إلى ما يجب أن تكون عليه أنشطة الجسم على مدار اليوم .


ومكنت تقنيات البيولوجيا الجزيئية الحديثة العلماء من فهم الالية التي تعمل بها تلك الساعة العجيبة فتوصلوا الى ان دورة الليل والنهار على سطح الأرض تتولى مهمة تقويم مسار جميع العمليات الحيوية في الكائنات الحية.

فلا يمكن للساعة البيولوجية ان تعمل بمفردها بانتظام لمدة طويلة حيث يعتبر التعرض لضوء النهار
ولو لدقائق معدودة بصورة يومية ضروريا لتوفيق إيقاع الجسم مع إيقاع الطبيعة من حولنا.


واوضحت الدراسة ان الساعة البيولوجية تعمل على جعل الانسان يشعر بالزمن
بحيث تحدد اوقات النوم واليقظة والشعور بالجوع عندما يحين موعد تناول الوجبات وتنظم درجة حرارة اجسامنا ليلا ونهارا.


واظهرت النتائج ان معظم الاشخاص الذين يستخدمون الساعات المنبهة لايقاظهم للعمل عادة ما يستيقظون قبل انطلاق جرس المنبه بلحظات
وكأن منبها زرع في اجسادهم يوقظهم قبيل الموعد بلحظات ما يعني ان الساعة البيولوجية في جسم الانسان قامت بضبط نفسها بنفسها على هذا الموعد.


ويقول رئيس الفريق الذي اجرى الدراسة الدكتور سميث مكارثي ان مزاج الانسان يتبدل في اليوم الواحد بين الابتهاج في الساعات الاولى من الصباح
الى الكابة والانقباض في اخر ساعات النهار موضحا ان الانسان قد يواجه صعوبات في حل مشكلة ما بعد منتصف الليل في حين يصبح الحل لنفس المشكلة هينا عند الصباح وذلك لتغير الحالة المزاجية والنفسية

ولا يقتصر وجود الساعة البيولوجية على الانسان فحسب فقد اكتشف فريق علمي أمريكي فرنسي ساعة مزدوجة في خلايا مخ ذبابة الفاكهة
مما يؤكد أن الانسان ليس الكائن الوحيد المزود بهذه الساعة.

وتمكن الفريق من تحديد مكان الساعة المزدوجة في مجموعات من الخلايا في اجزاء مختلفة من راس الذبابة .

واوضح ان الساعة البيولوجية تنظم اوقات عمل الذبابة على فترتين حيث تبلغ هذه الحشرة فيهما ذروة النشاط في الصباح الباكر
والثانية في المساء مع فترة للقيلولة اثناء النهار والقليل من النشاط في الليل .

ومن المعروف ايضا أن بعض الحيوانات تهاجر وتتزاوج وفق مواعيد زمنية ثابتة في فصول من السنة وهجرة الطيور
تتحدد بأوقات زمنية معينة من السنة .

وتعدى الامر ليصل الى النباتات فالازهار تتفتح لاستقبال النحل والفراشات في مواقيت نهارية محددة ويتضح ذلك جليا في سلوك نبات دوار الشمس
الذي يقترب من الترجمة الحرفية لمفهوم الايقاع اليومي حيث يبدو انها تميز بين الليل والنهار.


وتوضح الدراسة البريطانية ان اي اختلال تتعرض له الساعة البيولوجية يؤثر وبشكل مباشر على النوم واليقظة عند الانسان محدثة بذلك
ارتباكا شديدا حيث يلاحظ ان البعض يذهب الى النوم في اوقات مبكرة جدا ما يجعلهم يستيقظون بعد منتصف الليل غير قادرين على مواصلة نومهم.


ومن مظاهر اختلال هذه الساعة العجيبة
صعوبات النوم التي يتعرض لها بعض الاشخاص بسبب الارق
فلا يبدا احدهم بالنوم الا بعد منتصف الليل او قبيل ساعات الفجر الاولى
مما يترتب على ذلك صعوبة شديدة في الاستيقاظ صباحا للذهاب الى العمل .


وتطرقت الدراسة الى حالة من حالات الاختلال تصيب الكثير من الناس عند السفر الطويل الى مناطق يختلف فيها الوقت اختلافا كبيرا عن بلدانهم
فينتج عنها عدم قدرة الساعة البيولوجية على التكيف السريع مع المتغيرات المحيطة بجسم الانسان محدثة حالا من الارق وتباطؤ في وظائف الجسم يصاحبه اضطراب في دورات النوم واليقظة قد يتطلب الامر اياما لاعادة برمجة الجسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق